خلاصة الكلام اننا ممكن تقابل الجملتين دول:
ذهبت إلى مصرٍ
ذهبت إلى مصرَ
مفيش فرق بين الجملتين غير تشكيل آخر كلمه فمصر الأولى تحتها كسرتين (مجروره ومنونه) والتانيه عليها فتحه وممنوعه من التنوين. وهناك فرق في المعنى بين الجملتين. فالجمله الأولى تعني الذهاب إلى مصر بمعنى أي بلد والثانيه تعني الذهاب إلى البلد اللي اسمها الأجنبي هو مصر.
مفاتش حاجه ودخلنا على تعلم الانجليزيه. وفي الانجليزي كانوا بيقلوولنا ان الأسماء (الاشخاص والبلاد) ملهاش ترجمه وانها بتتكتب بنفس النطق بس بالحروف اللاتيني. ولما نيجي لاسم مصر نلاقيها بتتكتب Egypt. ومفيش أي تشابه بين أحرف Egypt ومصر على الاطلاق حتى حرف p مش موجود في العربي من اصله! إيه الحكايه بالظبط.
مفيش غير اننا نرجع للغه المصريه. وهنا نجد المفاجأه: البلد اللي احنا فيها لا اسمها مصر ولا Egypt !. اسمها "كمت" وبالكتابه القبطيه "كِمي" والكلمه معناها أسود رمز للارض السوداء (الخصبه). والاسم مستخدم الآن في كلمة كيميا و chemistry وهي مأخوذه من اسم مصر الأصلي. والمصريون باللغه المصريه يطلق عليهم "رم ن كمي" أي المقيمون بمصر.
طيب إيه حكاية Egypt و مصر؟
الجماعه بتوع المصريات بيقولوا ان الإغريق لما كانوا بييجوا مصر (معظمهم للتعليم) وكانوا بيدرسوا في جامعة "إون" او ‘عين شمس القديمه وكانت في المطريه وقريبه من العاصمه "من نفر" (منف) ومعناها مقر سعيد أو جميل أو طيب الخ. كانت المدن في مصر لها أكثر من اسم وقد كان الأله بتاح هو الإله الرسمي لمدينة منف ولذا كانت تدعى "حوت كا بتاح (ب تقيله)" حوت معناها مكان أو سكن أو مقر (بالضبط منها كلمة حوطه أو تحويطه) وكا نوع من أنواع الروح عند المصريين (كان عندهم أنواع كتير للروح أشهرهم الكا والبا ) وبتاح هو الإله بتاح إله الصناعه وإله مدينة منف. تبقى على بعضها "حوتكابتاح". ولأن الإغريق مكانوش يعرفوا ينطقوا الحروف الحلقيه زي الحاء فكانوا ينطقوها إتكبت والتي تحولت إلى Egypt وإذا اضفنا علامة الرفع في الإغريقي تبقى Egyptos. ولقد كان إجبتوس في الميثولوجيا الإغريقيه هو أبو المصريين وإبن الإله جوبتر. يعني الإغريق في هذا الزمن الموغل في القدم كانوا بيعتبروا المصريين أنصاف آلهه!.
جم الإوربيون واللي ابتدوا يتعرفوا على العالم من خلال الثقافه الإغريقيه الحضاره القديمه الوحيده في أوروبا ولقوا الإغريق بيسموا مصر Egyptos وشالوا ال os الى في الآخر على أساس انها زائده وفضلت كلمة Egypt على أساس انها جذر الكلمه واستخدموها للدلاله عن مصر.
طيب إيه حكاية مصــر؟. الإسم ده كان موجود في حضارات الهلال الخصيب زي الفينيقيين والسيريانيين والآشوريين. ويرجع علماء الآثار هذا الإسم إلي كلمة تنطق "مسر" ومعناها سياج أو حدود. ولآن هذه الحضارات تبدأ عند حدود مصر وأنه في هذه العهود السحيقه لم يكن هناك مترجمين كان من الطبيعي أن يحدث سوء تفاهم كالآتي: على حدود مصر يقول المصريون هذه حدودنا "مسر" ويفهمها الآخرون على أنها اسم البلد وتحورت بعد هذا تحور طفيف لتنطق مصر.
الراى الاخر وهو الاقوى, انها جائت من مصرائيم, ابن حام ابن نوح عليه السلام أول من عمر وادى النيل بعد الطوفان .. تقول الرواية ..
هو مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام, هو أبو المصريين و مؤسس مصر. و ذلك أن قليمون الكاهن خرج من مصر و لحق بنوح عليه السلام و آمن به هو و أهله و ولده و تلامذته و ركب معه السفينة و زوّج ابنته من بنصر بن حام بن نوح عليه السلام, فلما خرج نوح عليه السلام من السفينة و قَسَّم الأرض بين أولاده, كانت ابنة قليمون الكاهن قد ولدت لبنصر بن حام بن نوح ولداً أسماه مصرايم فقال الكاهن قليمون لنوح عليه السلام: ابعث معي يا نبيّ الله حفيدى حتى أمضي به بلدي و أظهره على كنوزي و أوقفه على علومه و رموزه, فأنفذه معه في جماعة من أهل بيته و كان غلاماً فلما قرب من أرض مصر بنى له جده الكاهن قليمون عريشاً من أغصان الشجر و ستره بحشيش الأرض ثم بنى له بعد ذلك في هذا الموضع مدينة و سماها: (درسان) أي باب الجنة فزرعوا و غرسوا الأشجار و الأجنة من درسان إلى البحر فصارت هناك زروع و أجنة و عمارة و كان أهل مصرايم جبابرة فقطعوا الصخور و بنوا المعالم و المصانع و أقاموا في أرغد عيش, و نَصَّب أهل مصر مصرايم بن بنصر ملكاً عليهم, فَمَلَكَ مصر و هي مدينة منيعة على النيل و سماها باسمه و غرس الأشجار بيده و كانت ثمارها عظيمة بحيث يشق الأترجة نصفين فيحمل على البعير نصفها و كان القثاء في طول 14 شبراً و هو أول من صنع السفن بالنيل و أول سفينة كانت 300ذراع طولاً في عرض 100 ذراع و نكح مصرايم امرأة من بني الكهنة فولدت له قفطيم وأشمون وأتريب و صا. و بعد 70 عاما نكح قفطيم أكبر أبناء مصرايم امرأة ولدت له أربعة أولاد: قفطريم و أشمون و أتريب و صا, فتكاثروا و عَمَّروا أرض مصر و بورك لهم فيها و فبنوا مدينة سموها (نافة) و معنى نافة 30 بلغتهم و هي من نفر (منف) و (ممفيس) و كشفوا عن كنوز مصر و علومها و أثاروا المعادن و علموا علم الطلسمات و وضعوا علم الصنعة و بنوا على البحر مدناً منها (رقودة) مكان الإسكندرية, و لَمَّا حضرت مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام الوفاة عهد إلى ابنه قفطيم, و كان مصرايم قد قَسَّم أرض مصر بين بنيه فجعل لقفطيم من قفط إلى أسوان و لأشمون من أشمون إلى منف و لأتريب الجرف كله و لصا من ناحية صا البحرية إلى قرب برقة. و قال لأخيه: فارق لك من برقة إلى الغرب و فارق هو صاحب إفريقية و والد الأفارقة. ثم أمر مصرايم كل واحد من بنيه قفطيم و أشمون و أتريب و صا أن يبني لنفسه مدينة في موضعه. مات مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام بعد 700 عام مضت من أيام الطوفان و لم يعبد صَنماً قط و حَصَّن نفسه بأسماء اللّه العظام و آمَن بدين جد أبيه (نوح عليه السلام) دين الملك الديان و آمن بالمبعوث بالفرقان.
وقال أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في كتاب فتوح مصر و أخبارها عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أنّ نوحاً رغب إلى الله عزّ و جلّ و سأله أن يرزقه الإجابة في ولده و ذريته فنادى حام فقام مصرايم يسعى إلى نوح و قال: يا جدّي قد أجبتك إذ لم يجبك جدي و لا أحد من ولده فاجعل لي دعوة من دعائك ففرح نوح و وضع يده على رأسه و قال: اللهمّ إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه و في ذريته و أسكنه الأرض المباركة التي هي أمّ البلاد و غوث العباد التي نهرها أفضل أنهار الدنيا و أجعل فيها أفضل البركات و سخر له و لولده الأرض و ذللها لهم و قوّهم عليها.
بعد كده جم اخوانا العرب وبحكم قربهم من منطقة الهلال الخصيب استعملوا كلمة مصر - وهي كلمه اجنبيه بالتسبه لهم كما بينا في اول الصفحه - للدلاله على بلدنا. بعد كده لما حصل تطور في الثقافه العربيه وابتدوا يترجموا الكتابات اليونانيه لقوا اليونانيين بيقولو على مصر Egyptos قاموا شالوا ال os اللي في الآخر على اساس أنها زائده وهي فعلا ليست من اصل الكلمه ولكنها علامة رفع. المصيبه الكبيره انهم افتكروا ان حرف ال E زياده في أول الكلمه وشالوها فضل من الكلمه gypt اللى تحولت إلى قبط. وأطلقوا هذه الكلمه على المصريين وعلى كتابتهم الى لقوهم بيكتبوا بيها. فالمصري قبطي والكتابه قبطيه.
في البدايه ولمده طويله استخدمت الكلمه من العرب للدلاله على جميع المصريين بصرف النظر عن ديانتهم فهناك ماريا القبطيه زوجة الرسول وأيضا ورش القبطي كما كان يطلق عليه في مراجع علم القراءات (معظمها مازال مخطوطات) وورش القبطي من مشاهير قراء القرآن وله مصحف خاص به كان يقرأ به في مصر حتى دخول الفاطميين (ورش القبطي عن نافع) حيث تحولنا إلى المصحف الحالي (حفص عن عاصم)وما زال مصحف ورش القبطي يقرأ به حتى الآن في السودان والجزائر وغيرهم.
في القرن الرابع عشر بدأ تحول المصريون الي العاميه المصريه الحاليه. وقد استغرق هذا التحول قرنين من الزمان. ففي القرن السادس عشر تحول جميع المصريون للعاميه المصريه وبعدها استشرى خطأ شائع وهو اطلاق كلمة قبطي على مسيحيي مصر فقط. ليه؟ معرفش .. كما رأينا عباره عن مفهوم خاطئ للعرب لمفهوم خاطئ للإغريق إلا أن استخدامها الحالي أيضا أكثر خطأ.
واخيرا .. أمن ريدى كاكيمى .. أنا بحب مصر .
الموضوع عجبينى جداااااا وحبيت انقله لكم