ثوره النيل
أطلِـقْ إلى الغَدِ أغنياتِكَ أيها الشعبُ العنيدْ
من ذا سيحبسُ نورَ فَجرِكَ خلفَ قُضبانِ الحديدْ؟
الآنَ قامَ النائمونَ، تَبسَّمَ الحُلمُ الوليدْ
وتطايرَ الزهرُ المغرّدُ من سنا دمِّ الشهيدْ
***
أَهْدَى الربيعُ إلى ينايرَ ثورةً عبرَ البريدْ!
وشبابُ مِصرَ على ضفافِ النيلِ في يومٍ مجيدْ
عبروا إلى المَيدانِ كالطوفانِ في عزمٍ مَريدْ
هتفوا فزالَ القيدُ، غَنَّوا فابتدا عهدٌ جديدْ
وارتاعَ جُرذانُ الظلامِ، تَزلزلَ الصنمُ البليدْ
ومباخرُ الكهانِ عَافتْ قصرَ فِرْعَونٍ يَميدْ
وعوتْ كلابُ القهرِ ثَكْـلَى بعدَ أن هربَ الشريدْ!
***
فَلْـتَشهدي يا مصرُ أنّا فَخْرُ ماضيكِ التليدْ
ولسوفَ نعملُ كي نُسَطِّرَ بالسَّنَا غَدَكِ الفريدْ
وَلْـيَشهدِ الشهداءُ أنّا صامدونَ ولن نحيد:
إنّا انتزعنا عِزّنا، لنْ يَحكمَ الحُـرَّ العبيدْ