في سنة 4000 ق.م. طبقت نظم الري وانقسمت مصر إلى ممالك قبلية صغيرة ونشأت حول وادي النيل إحدى أولى الحضارات البشرية، تطورت مبكرًا إلى دولة ذات حكومة مركزية، إذ ظهرت بها مملكتان مملكة الشمال ويرمز لها بالتاج الأحمر ومملكة الجنوب في الجنوب من حدود مصر الحديثة ويرمز لها بالتاج الأبيض وكان لكل مملكة ملك وشعار وتاج خاص بها ثم تم توحيدهما فى مملكة واحدة وإدماج التاجين معاً.
وبداية التاريخ المكتوب هو ظهور مملكة ضمت وادي النيل من مصبه حتى الشلال عاصمتها منف حوالي عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك مينا وقيامه بتوحيد مملكتي الشمال والجنوب المصريتين. وشهد عصر هذه الدولة نهضة شاملة في شتى نواحي الحياة، حيـث توصـل المصريـون إلى الكتابة الهيروغليفية لتحكمها بعد ذلك أسر ملكية متعاقبة على مر الثلاثة آلاف عام التالية لتكون أطول الدول الموحدة تاريخا.
وفى عام 2560 ق.م. فى عهد الملك خوفو بنى الهرم الأكبر الذي ظل أعلى بناية في العالم حتي القرن الـ13.
وفى عام 1560 ق.م قام الفرعون أحمس بطرد الهكسوس وباقي القبائل الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر إمبراطورية وسيطروا على معظم العالم القديم. ولتضم حدودها في فترات مختلفة أقاليم الشام والنوبة وأجزاء من الصحراء الليبية وشمال السودان لتصبح مصر بذلك أول قوة عظمى في تاريخ البشرية، حتى أسقط الفرس آخر تلك الأسر الفرعونية وهي الأسرة الثلاثين عام 343 قبل الميلاد.
توالى في حكم مصر بعدها الإغريق والبطالمة (منذ عام 332 ق.م) حينما غزاها الإسكندر الأكبر وأسس مدينة الإسكندرية في عام 331ق.م والتي أصبحت إحدى أهم عواصم العالم القديم، وخلفه في مصر البطالمة ثم الرومان عام 30 ق.م. على يد الإمبراطور أغسطس لتصبح مصر فيما بعد جزءاً من الإمبراطورية الرومانية حتى غزاها الفرس مجددًا لبرهة وجيزة عام 618 ميلادية، قبل أن يستردها منهم البيزنطيون عام 629 ميلادية.
التاريخ الوسيط:
في عام 639 ميلادية، قاد عمرو بن العاص في عهد الخليفة العربي عمر بن الخطاب جيشًا إسلاميًا قام بفتح مصر، وخرج الرومان الشرقيون منها ومن باقي مناطق شمال أفريقيا تباعًا.
في العصور التالية لخروج الرومان من مصر تعاقبت ممالك ودول على مصر، فبعد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية حكمها العباسيون ثم الطولونيين من عام 878م – 905م ثم عادت مصر للحكم العباسى من عام 905م حتى عام 935م ثم بعد ذلك حكمها بعد ذلك الأخشيديون من عام 935م – 968م، حتى انتزعها منهم الفاطميون من عام 968م – 1171م وأقاموا القاهرة عاصمة لهم، وذلك حتى أعادها الأيوبيون اسميًا إلى الخلافة العباسية عام 1171م حتى عام 1250م، الذين نقلوا لاحقا عاصمتهم إليها بعد سقوط بغداد. أتى الأيوبيون بفئة من المحاربين العبيد هم المماليك، استقوت حتى حكمت البلاد عام 1250م حتى عام 1517م بنظام إقطاعي عسكري، واستمر حكمهم للبلاد بشكل فعلي تحت الخلافة الاسمية للعباسيين، واستمر حكمهم حتى بعد أن فتحها العثمانيون عام 1517م، لتصبح مصر ولاية عثمانية عام 1517، ولتنتقل إلى العثمانيين الخلافة الإسلامية التى استمر حكمهم عليها حتى عام 1914 عام إعلان الحماية البريطانية على مصر.
(الاحتلال الفرنسى):
بدأت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 بقيادة القائد الفرنسى (نابليون بونابرت) وقد قوبلت بمقاومة شرسة من قيادات الأزهر والمقاومة الشعبية وشهدت هذه الفترة عدة حروب بين القوات الفرنسية وحركة المقاومة الشعبية بدعم من المماليك والدولة العثمانية، كما شهدت فترة الاحتلال الفرنسى ثورتين عارمتين (ثورة القاهرة الأولى عام 1798م والثانية عام 1800م).
خلال فترة الاحتلال الفرنسى تولى قيادة الحملة كل من (كليبر) خلفاً لـ (نابليون) ثم القائد (مينو) وقد انتهت الحملة بالفشل وجلاء القوات الفرنسية عام 1801م.
أسهمت الحملة فى استنفار الشعب المصرى والمطالبة بحقوقهم كما تركت انطباعاً بعدم قدرة المماليك والعثمانيين على حماية البلاد وأنهم الأجدر بحمايتها الأمر الذى بدا جلياً فى نشاط الزعامة الشعبية بزعامة السيد (عمر مكرم) وتحرك الشعب لاختيار والٍ جديد للبلاد وكان (محمد على) عام 1805 الذى أسس مصر الحديثة.
كان من أهم الآثار الإيجابية للحملة الفرنسية الكشوف العلمية حيث كانت هناك بعثة علمية مصاحبة للحملة، وقد ساهمت البعثات فى فك رموز حجر رشيد ومن خلالها اللغة الهيروغليفية والتى مكنت من الإطلاع على التاريخ الفرعونى، وكذلك كتابة عدة كتب من أهمها كتاب وصف مصر ساهمت فى تحقيق تواصل بين مصر ودول العالم.
التاريخ الحديث:
كان عصر والي مصر محمد على الكبير الذي حكمها بدءاً من سنة 1805عهداً هاماً في تحديث مصر ونقلها من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، و يعتبر محمد على مؤسس مصر الحديثة لما قام به من إصلاحات شملت جميع نواحي الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث وقتها، فبدأ ببناء جيش مصر القوى وأنشأ المدرسة الحربية، ونشأت صناعة السفن في بولاق والترسانة البحرية في الإسكندرية. وأصلح أحوال الزراعة والرى وأنشأ القناطر والسدود والترع، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالى، وفى مجال التجارة عمل محمد علي باشا على نشر الأمن وتأمين لطرق التجارة الداخلية وقام بإنشاء أسطول للتجارة الخارجية حيث ازدهرت حركة التبادل التجارى في مصر.
حفر قناة السويس:
بإتمام حفر قناة السويس 18 مارس 1869 ازدادت المكانة الجيوستراتيجية لمصر كممر مائى عالمى يربط بين بين الشرق والغرب.
من أهم أحداث تلك الفترة ثورة الزعيم (أحمد عرابى) والتى تآمرت عليها القوى الاستعمارية بقيادة بريطانيا وقد قامت بشن حملة عسكرية عام 1882 وانتهت باحتلال مصر عام 1923، وإن ظلت تابعة للإمبراطورية العثمانية اسمياً حتى عشية الحرب العالمية الأولى سنة 1914.
يشهد عام 1922م تغير لقب حاكم مصر من خديوى إلى ملك المملكة المصرية ومنذ ذلك العام أصبحت مصر مستقلة عن بريطانيا اسميًا مع احتفاظ البريطانيين بقواعد عسكرية على أرضها طبقاً لتصريح 28 فبراير 1922، وشهدت البلاد منذ 1923 حياة سياسية تعددية وليبرالية، إلا أن التدخل البريطاني في شئون البلاد وتفشى الفساد أدى إلى عدم استقرار بلغ ذروته عام 1952 حين أن قامت ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة اللواء محمد نجيب والبكباشى جمال عبد الناصر، ثم أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953.